الاعجاز في سورة القيامة

بسم الله الرحمن الرحيم
الاعجاز في سورة القيامة

الترتيب في القرآن 75
عدد الآيات 40
عدد الكلمات 164
عدد الحروف 664
الجزء جزء
الحزب حزب
النزول مكية في هذه السورة آية
انظرا معي لهذة الاية
قوله تعالى :::: ""كلا ! إذا بلغت التراقي ، وقيل : من راق ؟ وظن أنه الفراق . والتفت الساق بالساق .. إلى ربك يومئذ المساق "" ..
سبحان من أنزلها
بســـم الله الرحمن الرحيم
لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ بَلْ يُرِيدُ الإِنسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ وَخَسَفَ الْقَمَرُ وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُيَقُولُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ كَلاَّ لا وَزَرَ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ يُنَبَّأُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَبل الإنسان على نفسه بصيرة وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَتَذَرُونَ الآخِرَةَ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ُووجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ كَلاَّ إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِي وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ وَالْتَفَّتْ السَّاقُ بِالسَّاقِ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى أَوْلَىلَكَ فَأَوْلَى ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى .
هذه السورة الصغيرة تحتشد على القلب البشري من الحقائق والمؤثراتوالصور والمشاهد ، والايقاعات واللمسات ، ومن تلك الحقائق الكبيرة التي تحشدها السورة في مواجهة القلب البشري ،وتضرب عليه حصاراً لامهرب منه ...
حقيقة الموت القاسية الرهيبة التي تواجه كل حي ،فلا يملك لها رداً ، ولا يملك لها ممن حوله دفعاً .وهي تتكرر في كل لحظة ، ويواجهها الكبار والصغار ، والاغنياء والفقراء ، والأقوياء والضعاف ، ويقف الجميع منها موقفاً واحداً .. لاحيلة . ولا وسيلة . ولاقوة ، ولا شفاعة . ولادفع . ولا تأجيل ..
مما يوحي بأنها قادمة من جهة عليا لايملك البشر معها شيئاً . ولا مفر من الاستسلام لها ،والاستسلام لإرادة تلك الجهة العليا ..( كلا ! إذا بلغت التراقي ، وقيل : من راق ؟ وظن أنه الفراق . والتفت الساق بالساق .. إلى ربك يومئذ المساق ) ومن تلك الحقائق الكبيرة التي تعرضها السورة ، حقيقة النشأة الأولى ،ودلالتها علة صدق الخبر بالنشأة الأخرى ،وعلى أن هناك تدبيراً في خلق هذاالإنسان وتقديراً ..
وهي حقيقة يكشف الله للناس عن دقة أدوارها وتتابعها في صنعة مبدعة ، لايقدر عليها إلا الله ولا يدعيها أحد ممن يكذبون بالآخرة ويتمارون فيها ، فهي قاطعة في أن هناك إلهاً واحداً يدير هذا الأمر ويقدره ،كما أنها بينة لاترد على يسر النشأة الآخرة ، وايحاء قوي بضرورة النشأة الآخرة ، تمشياً مع التقدير والتدبير الذي لا يترك هذا الإنسان سدى ، ولا يدع حياته وعمله بلا وزن ولا حساب .. وهذا الإيقاع الذي تمس به القلوب وهي تقول أولها :( أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه ؟ ) ثم تقول في آخرها :( أيحسب الإنسان أن يترك سدى ؟ أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى ؟ثم كان علقة فخلق فسوى ؟ فجعل منه الزوجين الذكر والأمثى ؟أليس ذلك بقادر على أن يحي الموتى ؟ ) ...
ومن المشاهد المؤثرة التي تحشدها السورة ، وتواجه بها القلب البشري مواجهة قوية .. مشهد يوم القيامة وما يجري فيه من انقلابات كونية ، ومن اضطرابات نفسية ، ويجيء الرد عن تساؤل الإنسان عن يوم القيامة في إيقاعات سريعة ، ومشاهد سريعة ، وومضات سريعة :
( بل يريد الإنسان ليفجر أمامه . يسأل : أيان يوم القيامة ؟ فإذا برق البصر ، وخسف القمر ، وجمع الشمس والقمر ، يقول الإنسان يومئذ : أين المفر ؟ كلا ! لاوزر ، إلى ربك يومئذ المستقر ، ينبأ الانسان يومئذ بما قدم وأخر . بل الإنسان على نفسه بصيرة ، ولو ألقى معاذيره ! )
ومن هذه المشاهد مشهد المؤمنين المطمئنين إلى ربهم ،المتطلعين إلى وجهه الكريم في ذلك الهول .ومشهد الآخرين المقطوعي الصلة باالله، والرجاء فيه المتوقعين عاقبة ما أسلفوا من كفر ومعصية وتكذيب وهو مشهد يعرض في قوة وحيوية كأنه حاضر لحظة قراءة القرآن ، وهو يعرض رداً على حب الناس العاجلة واهمالهم للآخرة ،وفي الآخرة يكون هذا الذي يكون :
( كلا بل تحبون العاجلة ، وتذرون الآخرة ، وجوه يومئذ ناضرة ، إلى ربها ناضرة . ووجوه يومئذ باسرة ، تظن أن يفعل بها فاقرة ! )
وفي ثنايا السورة وحقائقها تلك تعترض أربع آيات توجيهاً خاصاً للرسول – صلى الله عليه وسلم – وتعليماً له في شأن تلقي هذا القرآن فجاء هذا التعليم :
( لاتحرك به لسانك لتعجل به ، إن علينا جمعه وقرآنه ، فاتبع قرآنه ، ثم إن علينا بيانه )
وهكذا يشعر القلب – وهو يواجه هذه السورة أنه محاصر لايهرب . مأخود بعمله لايفلت . لاملجأ له من الله ولا عاصم . مقدرة ونشأته وخطواته بعلم الله وتدبيره ، في النشأة الأولى وفي النشأة الآخرة سواء بينما هو يلهو ويلعب ويغتر ويتبطر :
( فلا صدق ولا صلى ولكن كذب وتولى ، ثم ذهب إلى أهله يتمطى )
وفي مواجهة تلك الحشود من الحقائق والمؤثرات واللمسات يسمع التهديد الملفوف :
( أولى لك فأولى . ثم أولى لك فأولى )
فيكون له وقعه ومعناه !وهكذا تعالج السورة عناد هذا القلب وإعراضه وإصراره ولهوه .وتشعره بالجد الصارم الحازم في هذا الشأن ، شأن القيامه ، وشأن النفس ، وِشأن الحياة المقدرة بحساب دقيق . ثم شأن القرآن الذي لايخرم منه حرف لأنه من كلام العظيم الجليل ، الذي تتجاوب جنبات الوجود بكلماته ، وتثبت في سجل الكون الثابت ، وفي صلب هذا الكتاب الكريم .
ولانملك الا قول
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله

0 Comments:

Post a Comment